مصطلح العلاقات السامة لا يمكن تصنيفه بالحديث وذلك لوجوده منذ سنوات عديدة، لكنه بات دارجا في عصرنا هذا نظرا لازدياد الوعي في الفترة الحالية حوله مما جعل الحديث يكثر عنه. نطلق على العلاقة الغير صحية بالعلاقة السامة لوجود أنماط غير صحية تؤثر على العلاقة.

ويرى تربويون أن العلاقات السامة تكون عادة مصحوبة بانتقادات وتجاهل يؤذي المشاعر أو الأفكار الخاصة بالفرد، وقد لا تخلو من أسلوب تطفلي بشكل غير لائق أو التعامل بأسلوب تفضيلي سلبي عن الآخرين في المحيط.

وقد يتخللها عنف جسدي أو نفسي، وتشحن الفرد لتقحمه في مشاكل تهدف إلى إيذائه وتثبيط همته، ومع مضي الوقت وزيادة الوعي يجد الفرد أثر هذه العلاقات السامة على نفسيته وإنجازه، ويبدأ بتصنيف العلاقات في حياته إلى إيجابية بناءة، وأخرى سامة مؤذية.

هذه التعريفات والتصنيفات للعلاقة السامة قد أخذت حيّز كبيرا من اهتمام الشباب و الأزواج بشكل خاص لكي يرموا باللوم على الطرف الآخر في العلاقة و بهذا يستطيعون إنهاءها بضمير “مرتاح” دون الحاجة للبحث في المشاكل الحقيقية و التوجه نحو الداخل، في عمق الذات.

فالدكتورة ندى دائما ما تشرح عن العلاقات و تصنيفها و تدعونا للعودة إلى داخلنا دائما للبحث عن أسباب وجود شخص سام في حياتنا ولماذا خلقنا هذا الشخص في واقعنا أساسا.

وبهذه الحقيقة يتغير كامل مفهومنا عن حقيقة العلاقات السامة. فبدلا من أن تقوم بإنهاء هذه العلاقات و تبحث عن علاقات أخرى ستكون في الغالب سامة أيضا. أنظر في داخلك و اسأل نفسك لماذا جذبت شخصا بهذه المواصفات في حياتي؟ و عندما تحصل على الإجابة فإن رسالة الشخص ستنتهي إما بهجرك أو التغير الكامل في أسلوبه معك.

فلنأخذ مثلا عن زوجين يقوم الرجل دائما بلوم المرأة على كل شيئ (القميص المتسخ، القهوة الباردة، التربية الخاطئة، الذوق الرديئ الخ..)

الوعي الجمعي سيعطي المرأة كامل الحق بترك هذا الزوج لكونه يسمم العلاقة، أما في الحقيقة وماعليها فعله هو أن تنظر إلى داخلها لتعرف سبب جذبها لهذا الشخص في حياتها وعندها ستكتشف مثلا أنها تعيش حالة كبيرة من جلد الذات و لوم الذات و تعاني من كره شديد لذاتها و بالتالي تركها لهذا الشخص لن يغير هذه الحقيقة. فماعليها فعله هو أن تغير أفكارها عن نفسها و ليس تغيير الزوج.

تتحدث الدكتورة ندى عن هذا الموضوع في العديد من فيديواتها الموجودين على اليوتيوب كما تكشف الكثير من الأسرار حول طبيعة العلاقات و الواقع الذي نعيشه في دوراتها المتاحة على موقع www.nada741.com.