تابع…

لم تفكر بشيئ في لحظتها سوى أنها كانت تريد أن تصارحه بكل شيئ لو مهما كان الثمن وبالفعل هذا ما فعلت.

إنصدم الزوج في البداية من كلام زوجته و حاول أن يتملص من الموضوع عن طريق الإنكار الا ان صراخ زوجته وانهيارها أكد له بأن لا رجعة لما وصلوا اليه في هذه اللحظة.

قامت الزوجة بإفراغ كل مافي داخلها مرة واحدة و قالت كلاما لم تصدق أنه يخرج من فمها – هي التي كانت دائما ما تحسب ألف حساب للكلمة التي تخرج منها لزوجها كي لا تجرحه أو تغضبه- كانت في لحظتها تقول الكلام الكبير وهي مستعدة لخسارة كل شيئ ( وهذا هو السر )

عندما انهت كلامها قام الزوج بالدفاع عن نفسه و شرح بأنها مجرد صديقة ممكن أن تكون الأحاديث قد انجرفت بشكل عفوي لطريق آخر الا أنه لا يحمل في قلبه أي مشاعر لها و أنها لا تعني له شيئ .

– أنت لا يمكن أن يصل أحد لمقامك لدي! أنت الأصل! أنت الحبيبة و الزوجة و الصديقة و الأم التي لو يبحثوا عن مثيلها لن يجدوا!! أرجوك سامحيني أنا لا أستطيع أن أخسرك من أجل أي شخص فكيف إذا كان شخصا فعلا لا يعني لي شيئا… لم أسمح ولو لمرة لنفسي بأن أفكر بأحد غيرك فأنت عندما دخلت حياتي جعلتي مني الإنسان الأفضل و الأب الأفضل و كنت السند ونعم الزوجة طوال هذه السنوات و تحملتي شخصيتي الصعبة وصفاتي السيئة وأنا سأبقى ممتن لك و لوجودك في حياتي إلى آخر يوم في عمري.. أنا أحبك و مستعد أن أفعل كل شيئ تريدينه و حتى سأقوم بمسح رقمها و حظرها من كل المواقع ولكن لا أستطيع أن أراك على هذا الحال!

نزلت كلمات الزوج عليها كالصاعقة! هل فعلا زوجها من نطق بهذه الكلمات؟ هي التي عانت خلال ٧ سنوات من الزواج تحاول أن تسمع منه كلمة جميلة أو تقدير أو معرفة ماذا تعني له، تسمع هذه الكلمات كلها مرة واحدة!!

عندما راقبت مشاعرها و أحست بأنها قد سامحت زوجها بالفعل و صدقت كلماته من دون أي شك مثل السحر! فهمت بأن كل ماحصل كان بسبب الميتاهيلينغ. فهي عندما وضعت نية تحسين علاقتها بزوجها كانت في داخلها تريد أن تسمع منه هذا الكلام، و هذا ما فعله لها الميتاهيلينغ الذي أوصلها للنتيجة التي تريدها إنما لم تكن بالطريقة التي كانت تريدها، بل الطريقة الأفضل لها.

لهذا وكما قلنا في الجزء الأول بأن هذا النوع من عملية الشفاء عبر ازالة كافة القشور والمعرقلات للوصول الى الذات الحقيقية و تطور العلاقة مع الله، هي عملية بلا شك ستسبب الألم لصاحبها وليست عملية وردية لن تسبب ردات فعل على الواقع.