هل سبق لك أن شعرت بألم في معدتك عندما كنت قلقًا؟ أو فقدت شهيتك بسبب الحزن؟ هذه التجارب ليست مجرد مصادفات، بل هي نتيجة العلاقة العميقة بين المشاعر والجهاز الهضمي. الأبحاث العلمية الحديثة تؤكد وجود شبكة تواصل معقدة بين الدماغ والأمعاء تُعرف باسم محور الأمعاء-الدماغ، حيث تؤثر المشاعر بشكل مباشر على صحة الجهاز الهضمي، والعكس صحيح.
كيف تؤثر المشاعر على الجهاز الهضمي؟
- القلق والتوتر وتأثيرهما على المعدة
عند التعرض للتوتر، يفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، مما يؤدي إلى:
- تقلصات عضلية في المعدة والأمعاء، مسببةً الألم أو الغثيان.
- زيادة أو نقص إفراز أحماض المعدة، مما قد يؤدي إلى حرقة المعدة أو قرحة المعدة.
- تسريع أو إبطاء حركة الأمعاء، مما يؤدي إلى الإسهال أو الإمساك.
- الاكتئاب واضطرابات الجهاز الهضمي
- يرتبط الاكتئاب بانخفاض مستويات السيروتونين، وهو ناقل عصبي يُنتَج بنسبة 90% في الأمعاء، مما يفسر العلاقة الوثيقة بين الصحة النفسية وصحة الجهاز الهضمي.
- الأشخاص المصابون بالاكتئاب غالبًا ما يعانون من متلازمة القولون العصبي أو عسر الهضم.
- الغضب والخوف وأثرهما على الهضم
- المشاعر القوية مثل الغضب أو الخوف تحفز الجهاز العصبي الودي (Sympathetic Nervous System)، مما يؤدي إلى تثبيط عملية الهضم مؤقتًا.
- هذا قد يؤدي إلى فقدان الشهية، الشعور بالثقل في المعدة، أو تشنجات معوية.
كيف يعمل الجسم بطريقة لا واعية؟
الجسم يتفاعل مع المشاعر حتى دون إدراك الشخص لها بشكل مباشر، مثل:
- الشعور بألم في المعدة عند القلق قبل أن تدرك أنك متوتر.
- تسارع ضربات القلب أو الحاجة المفاجئة للذهاب إلى الحمام عند الخوف، حتى دون التفكير في السبب.
- ظهور أعراض جسدية مزمنة مثل متلازمة القولون العصبي أو الصداع بسبب العواطف المخزنة في اللاوعي.
في النهاية، مشاعرك ليست مجرد تجارب نفسية، بل لها تأثير مباشر على صحتك الجسدية، خاصة على الجهاز الهضمي. فهل فكرت يومًا في أن تحسين حالتك النفسية قد يكون المفتاح لحل مشاكلك الهضمية؟
في كورس رمضان القادم ستحصل على جميع الإجابات و تكتشف كافة الأسرار المتعلقة في المعدة وارتباطها بالمشاعر.
اترك تعليقا
You must be logged in to post a comment.