إن لعب دور المنقذ باستمرار للأشخاص الموجودين حولك، سيضعفك بشكل كبير و سيمنعك من التقدم والإرتقاء للوصول لأفضل نسخة من نفسك. فللمساعدة شروط عكس ما تم تلقيننا منذ الصغر، وليس صحيحا أنه من الجيد أن تستمر بتقديمها للناس حولك بطريقة عشوائية، لأنه ممكن أن تكون بهذا الفعل تضر الشخص المتلقي لمساعدتك من دون أن تدرك وبالتالي فأنت الخاسر على صعيد الترددات و الطاقة. ولكن هذا الموضوع أصبح شائكا في الآونة الأخيرة وخصوصا بما يتعلق بموضوع الإحسان و تفضيله كعمل من قبل رب العالمين. أي كيف يمكن لمساعدتنا أن تكون مضرة في الوقت الذي يدعونا إليها الله. وهنا المقصد من هذا المقال، فلتنفيذ أمر الله والابتعاد عن لعب دور المنقذ عليك في البداية أن تدرك الفرق بين الإحسان (المطلوب كي ترتقي طاقيا و إعلاء تردداتك) وبين لعب دور المنقذ. إليك بعض النقاط التي توضح الفرق بين الإحسان ولعب دور المنقذ وكيفية التفريق بينهما:

  1. الإحسان:

   – دعم حقيقي:  يكون الهدف من الإحسان تقديم المساعدة والدعم بنية صافية، دون أن نفرض حلولنا أو نعتقد أننا نعرف الأفضل دائمًا.

   – الاحترام: نحترم حدود الشخص الآخر ونقدّر قدراته على حل مشكلاته بنفسه.

و نحترم و نتأكد اننا أوفينا حقوق بيتنا قبل المساعدة. وهذا يعني أنه إذا قام بحساباته ووجد بأن هناك فائض لديه بعد أن أدى واجبه تجاه منزله و عائلته لكي يستطيع أن يساعد بالمبلغ المطلوب.

   – التمكين: نسعى لتمكين الشخص من خلال توفير الأدوات أو الدعم الذي يحتاجه ليتمكن من الاعتماد على نفسه مستقبلاً.

  1. لعب دور المنقذ:

   – فرض الحلول: قد نحاول فرض آرائنا وحلولنا على الشخص الآخر، معتقدين أننا نعرف ما هو الأفضل له دون الاستماع لمخاوفه واحتياجاته.

   – الاعتماد المستمر: يؤدي دور المنقذ غالبًا إلى جعل الشخص الآخر يعتمد علينا بشكل مفرط، مما يضعف ثقته بنفسه وقدرته على مواجهة التحديات وحده.

   – الإرهاق الشخصي: يمكن أن يتسبب لعب دور المنقذ في إرهاقنا لأننا نحمل أنفسنا مسؤولية حل مشاكل الآخرين بشكل دائم.

٣-  كيف نفرق بينهم؟

   – النية: اسأل نفسك لماذا تقدم المساعدة. هل الهدف هو حقًا مساعدة الشخص الآخر أم أنك تسعى للشعور بأهمية أو سيطرة؟

   – الحدود: هل تحترم حدودك وحدود الآخرين؟ الإحسان يتضمن تقديم المساعدة ضمن هذه الحدود، بينما المنقذ قد يتجاوزها.

   – النتيجة: إذا كانت المساعدة تؤدي إلى تعزيز استقلالية الشخص الآخر وتطويره، فهي إحسان. إذا كان الشخص يصبح معتمدًا عليك بشكل متزايد، فقد تكون في دور المنقذ.

بتحديد هذه الفروقات والوعي بها، نستطيع تقديم مساعدة فعّالة دون الوقوع في دور المنقذ.

إن هذا الموضوع و الكثير غيره من المواضيع الشائكة قد وضحتها و تناولتها الدكتورة ندى رشيد في دورتها الأخيرة بعنوان ” الحقائق المحظورة لعام ٢٠٢٤” تجدونها على موقع www.nada741.com.